افتتاحية موقع المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمى

الموقع الرسمى للمتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمى
Anba Gregorios, Bishop of Scientific Research Website

فى مستهل افتتاح موقع الأنبا غريغوريوس بعد تجديده، نقدم لله كل الشكر من أجل عمله العظيم الذى يتمجد فى كل عمل قمنا به، فنحن بنعمة الله نرى معجزات الله تتحقق بين أيدينا، لا لأننا مستحقين هذا، فنحن عبيد بطالين، ولكن من أجل شفاعة المستحق وحده وهو مثلث الرحمات الأنبا غريغوريوس، الذى يتحقق فيه وعد الله فى المجازاة، مائة ضعف فى هذا العالم والحياة الأبدية فى العالم الآخر، لأنه ولد وعاش وانتقل وثوبه بكامل بياضه الناصع، لم تصبه شائبة، لم يتوسخ ولم يتدنس بل كان يتبع خطوات سيده متمثلا بصفاته، لذلك كان مثال الطهارة والنقاء، لم يبحث ولم يسعى قلبه يوما وراء المادة أو الكرامة أو المركز أو المنصب، فهو الذى رفض وهو شاب تعيينه أستاذا فى جامعة مانشستر بإنجلترا بعد حصوله على الدكتوراة، وهو الذى هرب من رسامته أسقفاً على ديروط ومنفلوط وقنا والمنوفية لدرجة أنه اختفى أربعة شهور وعشرة أيام فى أبو قير، منقطعا عن العالم، لا يعرف مكانه إلا ثلاثة، يمدونه بالطعام والكتب التى يطلبها. ورسامته أسقفاً حدثت عنوة ومفاجأة له وبلا علمه، إذ قبض على يده البابا كيرلس السادس بقوة وجذبه أمام المذبح ونطق النطق الرسولى لرسامته، وهو يقول له ” لا ترفض إنها عطية الله من داخل المذبح، عطية من مارمرقس فلا ترفضها”.
عاش الأنبا غريغوريوس متسربلا بكل الصفات المسيحية الحقة، من حب وتواضع، وزهد وتقشف، وقلب واسع يسمع الكل ويريح الكل، وروحانية وتقوى وقداسة وإيمان وغيرة روحانية ورقة الطبع، وصفح وتسامح وطول الأناة، وقوة الاحتمال والصبر والرجاء، إلى جوار محبته للعلم والبحث والدراسة فهو يجيد تسعة لغات القبطية واليونانية والإنجليزية والفرنسية والألمانية واللاتينية والعبرية والهيروغليفية إلى جوار تمكنه باللغة العربية، لذلك أُختير عضوا بالمجمع اللغوى للغة العربية بالقاهرة .
لذلك فلا عجب فهو العالم اللاهوتى الأوحد فى القرن العشرين فهو أثناسيوس الثانى، وهو أستاذ البابا شنوده الثالث ورجال الكنيسة كلها، ومن لم يتتلمذ على يديه بحضوره فى الإكليريكية تتلمذ على كتبه، وسيظل الأنبا غريغوريوس وكتاباته المرجع الرئيسى للكنيسة، بما ترك من كتابات تم تجميعها فى 40 أربعين جزءاً من “موسوعة الأنبا غريغوريوس ” فى كل علوم اللاهوت والعلوم الكنسية، وهناك الكثير من الموسوعات مازلنا نعدها من عظاته ومحاضراته، ففى خلال شهرين ستجد بين يديك موسوعة فى ” عظات آحاد الصوم الكبير” . فهو معين لا ينضب، وبحر عميق من العلم لا شواطىء له .
أما هذا الموقع بعد تحديثه، نرجو أن يروقك وهو الآن فى ثوب جديد، فيمكنك أن تتصفح فى الكثير من كتابات الأنبا غريغوريوس، وتسمع من مكتبته الصوتية ما ترغب فيه، وتقرأ عظته الأسبوعية من موقعه بدلا مما كان ينشر بجريدة وطنى، كذا تستطيع أن تطبع ما ترغب من موسوعات فى مقابل زهيد لخدمة المكتبة، وستجد أبواباً جديدة كثيرة، نرجو من الله أن تخدمك وأن تُرضى مطالبكم، كما نرجو منكم التعاون معنا بمساعدتنا بكل ما تجدوه ممكناً لكم، لتكميل موسوعة الأنبا غريغوريوس ونمو هذا العمل.
نشكر الله ونطلب منه أن يساعدنا على هذا العمل العظيم، الذى سيفيد الكنيسة والمكتبة المسيحية على مدار مئات السنين، ونتشفع بأبينا وحبيبنا الأنبا غريغوريوس أن يعوض الله خيراً كل من ساعد وساهم فى تجديد هذا الموقع، وكذلك فى الجمعية والمكتبة وإصداراتها بمساعداتهم المعنوية والمادية، الله وحده يكافىء الجميع بالسمائيات والروحيات والأبديات بدلاً من الأرضيات والماديات ويعطينا الفكر والإرشاد الذى نحسه دائما لنمو العمل وازدياد ثمره، لمجد الله ولخير الكنيسة .